المتابعون

الخميس، ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٠٨


ما لوش لازمه!

عبارة قالها حامد حارس ألعماره وهو يصف بعض أعضاء مجلس الشعب في
مصر الشقيقة، عبارة قالها ببساطة متناهية أضحكتني حتى بانت نواجذي على رأي
عروبتنا الأصيلة. واسترسل معقبا عندما رآني اضحك، إنهم بعض الذين نجحوا في
الانتخابات من الأرياف رأس مالهم بضع فدادين يشيخون بها على البسطاء من أهل
الريف وتوصلهم إلى مجلس الشعب ولا فائدة ترجى منهم.
عبارة قالها بعفويه اختصرت الكثير من الكلام لتوضيح حال بعض نوابنا هنا في
ألأردن وفتحت آفاق العقل لإعادة الحسابات في أنفسنا ولوضع التساؤلات الكثيرة
حول آلية ألانتخاب والترشيح في القوانين المعمول بها في وطننا العربي خاصة
ودول العالم النائم عامة.
أليست هي قوانين ألانتخاب التي توصل من( ليس له لازمه) إلى مجالس الشعب
أوَ ليسوا هم أو معظم من ليس لهم لازمه من يقر قوانين ألانتخاب وبالتالي كيف
سيقر هؤلاء قانون يستثنيهم من قائمة المرشحين لأن مؤهلاتهم لا تصل إلى مستوى
يدفع بالوطن لأن يتقدم باتجاه العالم الجديد الذي سيدوس على كل من يتأخر عن
السير مع الجماعة.
مضى عام أو دورة برلمانيه وابتدأت الدورة البرلمانية الثانية وما زال موضوع
قانون ألانتخاب في أدراج الحكومة رغم أهمية وأولوية القانون، وان لم يكن قانونا
جديدا فلا بأس من إجراء التعديلات التي تمنع من ليس له لازمه من مجرد التفكير
بالاقتراب من مقعد النيابة ونطمئن الحكومة بان غالبية أبناء الوطن هم مع قانون
الصوت الواحد لأنه يضمن أيضا عدم وصول بعض الضعفاء المتعلمين وليس لهم لازمه بقوة دفع ألأقوياء.
ترى متى سنصل إلى مرحلة من الثقة بما حولنا، حيث نتوقف عن الحديث عن مشاكلنا وأحلامنا ونصل إلى قناعة تامة بان مجلسنا النيابي يحمل همومنا ويتكفل بكل
ما يسموا بالوطن إلى أعلى درجات ألأمن والأمان.
شكرا لك ( حامد ) فقد أضحكتني وفتحت عليّ باباً لِلْهمّ كان منسيا.



محمد سالم الخصاونه

http://sincermsk.blogspot.com

الخميس، ١٣ تشرين الثاني ٢٠٠٨


الجاهلية الأولى

لوحظ خلال السنة الحالية ارتفاع وتيرة المشاجرات بين مختلف فآت الشعب الأردني وخاصة بين جيل الشباب المراهق ويمتد أحيانا إلى الفئة العاقلة ممن هم في سن لا يسمح لهم بان يرتكبوا الأخطاء لا بل الخطايا
حيث من المفروض أن تجارب الحياة أثرت السلوك المتعقل لديهم ولكن يبدوا أن عوامل كثيرة مستجدة جددت ثقافات قديمة تم تجاوزها بفعل العلوم والمعارف التي أصبح بلدنا والحمد لله ينافس دول سبقتنا إلى ذلك
بعقود من الزمن وبفضل وعي قيادة ألأردن وحكمة أولي ألأمر الذين ما فتئوا يدفعون بالأردن من مرحلة إلى أخرى من النماء والاستقرار حتى أصبحت ألأولى عربيا بمستوى التعليم.
يبدوا أن التقدم العلمي والمعرفة العالية لم تبعدنا عن ثقافة العصبية القبلية التي لم تعد تتوافق والنهج الحضاري الذي وصلنا إليه و تطمح إليه قيادتنا الحكيمة. ومن وجهة نظري فان ما جرى ويجري من نزاعات
فرديه وتطورها إلى عشائرية مرده للأسباب ألتاليه:
1- التطور العلمي والمعرفي لم يواكبه تركيز على بناء فردية ألإبداع وغرس مفهوم بناء الوطن بعيدا عن العشيرة التي تمحو الفردية من اجل الجماعة والتي لم تعد الحاجة لها موجودة إلا في ضل أوضاع مؤقتة وظروف استثنائية. بل تم الخلط بين مجمل المفاهيم لتحقيق غايات مرحليه في ذهن عدد محدود ممن يطلعون بمسؤوليات سياسيه لأبعاد رموز ذات ثقل عشائري مما زاد من المتناقضات والسلبيه بدل ألأعتدال والتعقل.
2- انتشرت في ألأردن دون غيره من الدول العربية خلال الأعوام القليلة الماضية وما زالت، ظاهرة الاغنيه الوطنية المحلية وبعضها عمّق مفهوم المناطقيه وكأننا في حالة حرب أو أن الحرب قد أوشكت في حين أن ألأردن وبفضل الله وحكمة القيادة الهاشمية بأحسن حالات الاستقرار الأمني رغم ما يحيق بدول الجوار من مصائب . والمفروض أن ألأغنية ألوطنيه لا تذاع أو تنتج إلا في ظروف استثنائية يمر بها الوطن لشحذ همم أبنائه.
3- السياسات التي اتبعتها الحكومات ألأردنيه في السنوات ألأخيرة في مسألة التركيز على الكفاءات عند أجراء التعيينات في مراكز الدولة ابتداء من قمة الهرم المؤسسي في مؤسسة رئاسة الوزراء وحتى أصغرها لم تطبق بمفهومها التي وضعت لأجله،بل العكس هو الصحيح حيث أن كل التعيينات التي جرت كانت بنفس النهج القديم ولكن تختبئ تحت مظلة (الكفاءات) فلا هي راعت هذا المفهوم ولا راعت المفهوم العشائري أو ألمناطقي المتوازن وهذا الموضوع هو حديث كل ديوان.فإذا كان المعيار حقا هو الكفاءات فما هو تبرير التعديلات وأكثر من مره في بعض الوزارات؟.
4- ألإحباط العام الذي يسود بين المواطنين بسبب أوضاع مجلس ألأمه على العموم ومجلس النواب على وجه الخصوص. حيث أن معظم أعضاء مجلس ألأمه جاؤوا رغما عن الاراده الصحيحة للناخبين ولأسباب عديدة لا مجال لذكرها هنا. وبالتالي فان مجلس النواب رفع من درجة التوتر لدى معظم أبناء الشعب لعدم مقدرته على أيجاد تحالف وطني بين أعضاءه يحمل الهم الوطني بعيدا عن الذاتية.
5- ألحاله ألاقتصاديه التي سادت في العالم عامة والأردن خاصة خلال هذا العام ، حيث أن الشريحة العظمى من أبناء الوطن هم من ذوي الدخول المتدنية وأي خلل في مستوى هذا الدخل يؤدي حتما إلى
تطور كبير في العصا بيه التي تؤدي بالضر وه إلى ألعصبيه والانفعالات لأتفه ألأسباب.
6- ألهزّه المالية ألأخيرة( تجارة البورصة) وهي التجارة التي بقيت مخفية في نفوس أصحابها حتى لحظة
ألانهيار وبغض النظر عن نتائجها المالية على المشاركين بها إلا أنها عكست الحالة النفسية التي كان
يعيشها المواطن البسيط في بحثه عن أي وسيلة للعيش براحة بال.
من مجمل الأسباب المذكورة وغيرها الكثير يتبين لنا أن الظاهرة أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى وان
الأمر يستدعي أن تقوم الجهات ذات العلاقة سواء في مؤسسات ألدوله أو الجامعات بعقد الندوات وورش العمل لدراسة الوضع على ضوء المعطيات المتوفرة ووضع الحلول والمقترحات والتوصيات من اجل ضمان استمرار المسيرة في بناء الوطن الذي نحب، لأن بناء ألأوطان

لا يكتب له النجاح قبل بناء ألإنسان .

محمد سالم خصاونه http://sincermsk.blogspot.com

الاثنين، ٣ تشرين الثاني ٢٠٠٨

مال وأحزاب




قررت حكومتنا الرشيدة تخصيص مبلغ مالي يصرف سنويا وقابل للزيادة في السنوات القادمة للأحزاب ألأردنية المرخصة قانونا.
أحزابنا العتيدة قابلت القرار الحكومي بامتعاض وجاهرت بعض قيادات ألأحزاب بموقفها الناقد بسبب قلة المبلغ المقرر، وبم أن عدد الأحزاب في
بلدنا الحبيب يفوق عدد ألأحزاب ربما في أوروبا أو أمريكا اللاتينية ولا
فاعليه تذكر لها على كل ألأصعدة سوى إصدار بيانات يتم إطلاقها في مناسبات محليه وعربيه لا تسمن ولا تغني ولا تقدم أو تؤخر في أي قرار أو سلوك له مساس بالمواطن صاحب العلاقة الأساسية بالموضوع.
ومؤخرا احتج مالكي!!بعض أحزابنا السياسية على أسلوب الحكومة في توزيع
الأموال المخصصة لها وكتبوا على يافطات احتجاجهم عبارة ( لسنا متلقي معونة وطنيه) شيء مضحك مبكي ، فلماذا قررت الحكومة صرف ألأموال لهذه ألأحزاب؟ أليس لأنها لم تتمكن منذ تأسيسها من زيادة أعداد منتسبيها لافتقار بعضها على منهج عمل حاولت منذ صدور قانون تشكيل ألأحزاب في
سنوات خلت اختراق عقول ألأردنيين وإقناعهم بأنهم منهم واليهم ، والعكس كان صحيحا فالأحزاب بقيت تعيش مسلسل ألانسحابات والتراجع وخاصة أن
الكثيرين ممن انتموا لهذه الأحزاب كان من اجل تحقيق مكاسب شخصيه أو مراكز حكوميه وعندما لم يتأتى لهم ذلك انسحبوا أو انتقلوا إلى أحزاب أخرى
ظنوا أنها اقرب لنيل المراد.
أن النقابات المهنية التي امتد نشاطها عشرات السنين كانت تقوم بالدور الذي كان من المفترض أن تقوم به الأحزاب السياسة التي كانت قائمة قبل قانون
ألأحزاب وتمثل دور المعارضة فقط لأن ألأحزاب الممنوعة كانت تستورد أجنداتها من الخارج ، فإنها مازالت تقوم بذات ألدور مع بعض التعديلات
حيث أن معظم الأجندات المستوردة انتهت في دول المنشأ .وأحزابنا لم
ترتقي بعد عن كونها أحزاب شخصيه لا تمثل إلا الأجندات الشخصية لأصحابها وبالتالي أصبح الصراع مع الحكومة ماليا وليس ايدولوجيا .
أرجوا أن أكون مخطئا ويظهر أي من ألأخوة المطلعين بأمانة على مسلسل نشاطات أحزابنا ويقنعني بعكس ما ذكرت،ربما تكون جبهة العمل الإسلامي أنشط من غيرها بسبب عمقها الحزبي في جماعة ألإخوان المسلمين،ولكن الجماعة أدركوا في السنوات الأخيرة أن لا فاعلية للأحزاب ألأردنيه على الشارع ألأردني بما فيهم جبهة العمل ألإسلامي فعادت الجماعة إلى اخذ المبادرة من جديد وظهر ذلك جليا من خلال المد والجزر الذي حصل بين
الحكومة والجماعة وحتى داخل الجماعة أنفسهم.
ندرك تماما أنّ الحكومة ألأردنيه غير معنية بهذه ألأحزاب من حيث المبدأ ألا بالقدر الذي يطَبقْ به الدستور ألأردني الذي نصّ على ذلك. خاصة وبعد مايزيد على ما يقارب العقدين من الزمن وأحزابنا تراوح في مكانها ولم تقدم للعملية الديمقراطية غير وجودها .
الحديث عن ألأحزاب ألأردنيه طويل وممل ولا طائل من وراءه سوى الحزن والكآبة التي أصبحت رفيقا لكل من لديه حس وطني .
والذي دفعني للكتابة في الموضوع هو حزني على أموال صرفت وستصرف
على أحزاب أخذوها من جيوب ابناء الوطن لتنتفخ أوداج قياداتها ولتبقى المناسف في ديارهم عامره وحسبنا الله ونعم الوكيل.

محمد خصاونه
http://sincermsk.blogspot.com/3/11/2008