قررت حكومتنا الرشيدة تخصيص مبلغ مالي يصرف سنويا وقابل للزيادة في السنوات القادمة للأحزاب ألأردنية المرخصة قانونا.
أحزابنا العتيدة قابلت القرار الحكومي بامتعاض وجاهرت بعض قيادات ألأحزاب بموقفها الناقد بسبب قلة المبلغ المقرر، وبم أن عدد الأحزاب في
بلدنا الحبيب يفوق عدد ألأحزاب ربما في أوروبا أو أمريكا اللاتينية ولا
فاعليه تذكر لها على كل ألأصعدة سوى إصدار بيانات يتم إطلاقها في مناسبات محليه وعربيه لا تسمن ولا تغني ولا تقدم أو تؤخر في أي قرار أو سلوك له مساس بالمواطن صاحب العلاقة الأساسية بالموضوع.
ومؤخرا احتج مالكي!!بعض أحزابنا السياسية على أسلوب الحكومة في توزيع
الأموال المخصصة لها وكتبوا على يافطات احتجاجهم عبارة ( لسنا متلقي معونة وطنيه) شيء مضحك مبكي ، فلماذا قررت الحكومة صرف ألأموال لهذه ألأحزاب؟ أليس لأنها لم تتمكن منذ تأسيسها من زيادة أعداد منتسبيها لافتقار بعضها على منهج عمل حاولت منذ صدور قانون تشكيل ألأحزاب في
سنوات خلت اختراق عقول ألأردنيين وإقناعهم بأنهم منهم واليهم ، والعكس كان صحيحا فالأحزاب بقيت تعيش مسلسل ألانسحابات والتراجع وخاصة أن
الكثيرين ممن انتموا لهذه الأحزاب كان من اجل تحقيق مكاسب شخصيه أو مراكز حكوميه وعندما لم يتأتى لهم ذلك انسحبوا أو انتقلوا إلى أحزاب أخرى
ظنوا أنها اقرب لنيل المراد.
أن النقابات المهنية التي امتد نشاطها عشرات السنين كانت تقوم بالدور الذي كان من المفترض أن تقوم به الأحزاب السياسة التي كانت قائمة قبل قانون
ألأحزاب وتمثل دور المعارضة فقط لأن ألأحزاب الممنوعة كانت تستورد أجنداتها من الخارج ، فإنها مازالت تقوم بذات ألدور مع بعض التعديلات
حيث أن معظم الأجندات المستوردة انتهت في دول المنشأ .وأحزابنا لم
ترتقي بعد عن كونها أحزاب شخصيه لا تمثل إلا الأجندات الشخصية لأصحابها وبالتالي أصبح الصراع مع الحكومة ماليا وليس ايدولوجيا .
أرجوا أن أكون مخطئا ويظهر أي من ألأخوة المطلعين بأمانة على مسلسل نشاطات أحزابنا ويقنعني بعكس ما ذكرت،ربما تكون جبهة العمل الإسلامي أنشط من غيرها بسبب عمقها الحزبي في جماعة ألإخوان المسلمين،ولكن الجماعة أدركوا في السنوات الأخيرة أن لا فاعلية للأحزاب ألأردنيه على الشارع ألأردني بما فيهم جبهة العمل ألإسلامي فعادت الجماعة إلى اخذ المبادرة من جديد وظهر ذلك جليا من خلال المد والجزر الذي حصل بين
الحكومة والجماعة وحتى داخل الجماعة أنفسهم.
ندرك تماما أنّ الحكومة ألأردنيه غير معنية بهذه ألأحزاب من حيث المبدأ ألا بالقدر الذي يطَبقْ به الدستور ألأردني الذي نصّ على ذلك. خاصة وبعد مايزيد على ما يقارب العقدين من الزمن وأحزابنا تراوح في مكانها ولم تقدم للعملية الديمقراطية غير وجودها .
الحديث عن ألأحزاب ألأردنيه طويل وممل ولا طائل من وراءه سوى الحزن والكآبة التي أصبحت رفيقا لكل من لديه حس وطني .
والذي دفعني للكتابة في الموضوع هو حزني على أموال صرفت وستصرف
على أحزاب أخذوها من جيوب ابناء الوطن لتنتفخ أوداج قياداتها ولتبقى المناسف في ديارهم عامره وحسبنا الله ونعم الوكيل.
محمد خصاونه
http://sincermsk.blogspot.com/3/11/2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق